قبل ثلاثة وعشرين عاماً، وتحديداً في مدينة نابلس، حيث يقع مقر نادي عيبال، لفتت موهبة زيد عباس، لاعب كرة القدم آنذاك ابن الـ 16 عاماً، أنظار المدرب كريم شاهين، الذي شاهد في اللاعب، نجم كرة سلة واعدا، سيسطر بعدها مسيرة احترافية بخط تصاعدي في منظومة الكرة البرتقالية الأردنية.

توجه المدرب شاهين إلى زيد واقترح عليه لعب كرة السلة بدلاً من القدم، وبالفعل وبعد مدة قصيرة من اللعب، اختار زيد إكمال مسيرته في لعب كرة السلة، وبدأت أولى خطوات المسيرة مع نادي الأرينا بالأردن، الذي كان قد سبقه إليه أخيه د.إسلام عباس، لاعب المنتخب الأردني سابقاً، وأستاذ الرياضة في الجامعة العربية الأميركية في جنين.

وصل زيد إلى نادي الأرينا في عمّان، وقابل رئيسه ماهر الحوراني، الذي شجعه ووفر له العامل المادي والمنحة الدراسية، ليلعب ويبدع في صفوف الفريق، وشكل الفصل الاحترافي الأول في مسيرة زيد عباس.

لم يبدأ زيد باللعب مع الفريق الأول، بل مع الشباب، ثم قرر الجهاز الفني إدراجه ضمن التشكيلة الأساسية للفريق، نظراً لموهبته التي برهن عليها بالأرقام التي حققها أثناء اللعب، ما جعله محط أنظار الأندية مثل زين وفاست لينك، حيث حقق مع الأخير بطولة آسيا للأندية ووصافة بطولة دبي الدولية للأندية.

بعد نحو عشر سنوات من اللعب في الأردن، انتقل زيد إلى الدوري الصيني، الذي يعتبره زيد محطة فارقة في مسيرته الرياضية، حيث رفعت هذه التجربة من مستواه الفني كون الدوري الصيني يعد الأول على مستوى قارة آسيا، كما كانت فرصة للعب مع نجوم دوري السلة الأميركي "NBA"، مثل "جي آر سميث"، "ستيف فرانسيس"، "تريسي مكجرادي"، وغيرهم.

وبالعودة إلى تألق الأردن بالعام 2011، في بطولة كأس آسيا الذي كان منتخب "النشامى" قريباً من تحقيقها، بوصوله إلى النهائي وخسارته بفارق نقطة واحدة من المنتخب المضيف الصين، يقول زيد، إن الانسجام والتناغم بين اللاعبين على مدار خمس سنوات، انعكس على الأداء والنتيجة.

واعتبر زيد الذي شارك مع الأردن في كأس العالم لكرة السلة والتي كان آخرها في الفلبين هذا العام، أن التجربة مغمورة بالرهبة والإثارة، وتحتاج إلى تركيز عالٍ جداً أمام أفضل اللاعبين والمنتخبات من أوروبا وأميركا الشمالية.

ويرى زيد بأن مشاركة منتخب "النشامى" في مونديال مانيلا كانت جيدة، حيث إن الفريق كان نداً أمام اليونان ونيوزيلندا ومصر، لكن التوفيق لم يحالفه في النتائج.

ويأمل زيد المتواجد حالياً برفقة المنتخب الأردني في دورة الألعاب الآسيوية "هانغتشو" في الصين، أن يصل "النشامى" في هذا المحفل القاري إلى النهائي، حيث حقق المنتخب انتصاره الأول على تايلاند بنتيجة 97 مقابل 63، في مجموعته التي تضم أيضاً البحرين والفلبين.

وأعرب زيد الذي بدأ مسيرته في فلسطين، عن فخره بكرة السلة الفلسطينية التي اعتبر أنها بخير، خاصة مع انتظام مسابقاتها، وقال، إن "الدوري الفلسطيني دائماً سيبقى غاليا على قلبي، حيث البدايات وحلاوتها والذكريات".

وأضاف، إن السلة الفلسطينية "تزخر بالمواهب الشابة في الأندية التي تحتاج إلى دعم مادي، كي تكون ضمن ديمومة متطورة، وصولاً لمنتخب ينافس في أكبر المحافل القارية والعالمية".