الاستقالة المفاجئة، التي تقدم بها نائب رئيس اتحاد الكرة ابراهيم ابو سليم، فتحت باباً واسعاً من الأسئلة الصعبة، التي تبحث عن إجابات شافية ووافية على نحو: لماذا اختار نائب الرئيس هذا التوقيت ليقدم استقالته؟ هل كان معنياً بانتهاء الموسم الكروي نهاية طبيعية، ولا يريد ان يُعكر صفوه شيء؟ ما هي الأسباب، التي دفعت أبو سليم كي يتقدم باستقالته؟ وهل هي نهائية أم أن العدول عنها مشروط او حتى قابل للأخذ والعطاء، ولا أريد أن أقول المساومة؟ ماذا لو أن مجلس إدارة الاتحاد رفض التعاطي مع الاستقالة، وتمسك ببقاء نائب الرئيس؟
أسئلة لا حصر لها بإمكان الكاتب المواظب أو حتى المراقبين والمتابعين أن يطرحوها في ضوء ما حصل، ومن المهم أن يجتهد الكاتب في الإجابة عنها لا سيما إذا تعذر وجود إجابات رسمية من اتحاد الكرة.

في حدود معلوماتي أن إبراهيم أبو سليم تقدم، رسمياً، باستقالة للمرة الأولى منذ انضوائه في مجلس إدارة اتحاد الكرة بقيادته الحالية برئاسة الفريق جبريل الرجوب منذ العام 2008، أي منذ ما يربو على خمسة عشر عاماً، وهي مدة طويلة، وظل ابو سليم طوال هذه الفترة محتفظاً بموقعه كنائب أول للرئيس، ولم يبرح هذا الموقع، رغم أن الراغبين، ولا أقول الطامحين به كُثر، لكن وكشهادة للتاريخ، فإن الرجوب كان يُعلن، وبمنتهى الوضوح قائلاً: طالما أن لدى "أبو مراد" وهذه كُنية إبراهيم ابو سليم، رغبة في البقاء بهذا الموقع، فإن أحداً لن يتقدم عليه، وهذا الكلام سمعته، شخصياً، وقد جاء وقت الإفصاح عنه، استناداً لمقولة: "لكل مقام مقال".

في تقديري أن السؤال المحوري، الذي بات يتردد على ألسنة الجميع، وحتى في منصات التواصل الاجتماعي يقول: لماذا استقال أبو سليم؟ ولماذا لم يدعُ لمؤتمر صحافي يعلن من خلاله استقالته وفتح المجال لأسئلة الصحافيين؟

رفض نائب الرئيس الإعلان عن استقالته عبر مؤتمر صحافي معناه أن عدوله عن الاستقالة أقرب السيناريوهات المتوقعة. دعونا نتابع ما إذا كانت الأيام المقبلة تحمل جديداً أم أن الموضوع من أساسه لا يعدو كونه زوبعة في فنجان؟