https://alaqsasport.ps/web/images/logo.svg

المدرب الرياضي بين المطرقة والسندان

تفاصيل

المدرب الرياضي بين المطرقة والسندان


د. محمد إسماعيل عيد

شعور جميل جدا ينتاب الرياضيين بعد الاعتزال او الابتعاد عن الملاعب كلاعبين لسبب او لأخر واختيارهم البقاء في الملاعب عن طريق بوابة التدريب الرياضي.

 

وهذا الشعور يتعزز أكثر عندما يحصل هؤلاء الرياضيون على معلومات وخبرات تؤهلهم لنقلها وتدريب زملائهم اللاعبين في مختلف الرياضات والفرق.

 

وفي الآونة الأخيرة أصبح مفهوم التدريب الرياضي علم أساسي من علوم الرياضة ويتقاطع ويلتقي مع علوم إنسانية أخرى مثل علم الفسيولوجي وعلم الحركة والصيدلة والطب والهندسة ...الخ ويجب على المدرب الرياضي ان يتحصل على هذه العلوم المرتبطة بعلم التدريب الرياضي قبل ان يقدم نفسه كمدرب لاحد الفرق الرياضية وان لا يستعجل على الفشل الذي قد يكون نهايته في التدريب الرياضي اذا لم يتحصل على علوم التدريب الرياضي والتدريب بدون أساس عملي وتجاهله ذلك وخاصة اذا كان نجما رياضيه محبوب لدى الجمهور ويتأمل منه كل أعضاء الفريق ان يقدم لهم المساعدة وان سيتمر عطائه، ويتفاجأ المدرب بواقع مغاير جدا بين ان كان لاعبا والان مدربا يتعامل مع إدارات ولاعبين وجمهور ومطلوب منه انجاز وتحمل النتائج وهو المسؤول الأول .

 

وهناك ظاهر موجودة في رياضتنا العربية والفلسطينية ان اللاعب الماهر والنجم السابق مدرب جيد معتمدين على ان هذا النجم لدية خبرة كافية تؤهله لان يكون مدرب ناجح وهذا التفكير غير صحيح لأسباب عدة الا إذا تلقى هذا النجم علوم تؤهله ليكون مدرب او مدير فني وعدم الاكتفاء بدوره هنا او هناك حتى لو كانت دورات مصنفة. فهذه الدورات ليست علم التدريب وانما نعتبرها دورات تطوير وصقل للمدربين وليسه الأساس الذي يجعلك مدربا ناجحا وهذا ما نسمعه كثيرا في الآونة الأخير ان المدرب حصل على دورة Cالمدرب حاصل على دورة Bوهكذا ونقول هذه الدورات دورات تكميلية لعملية التدريب ولس الأساس الذي يعتمد به المدربين وقدرتهم على تولي المهام التدريبية او الأجهزة الفنية.

 

وهذه العوامل تجعل مهمة المدرب ليست سهلة وخاضعة للتجربة والحظ ويضع مصيره بأيدي اللاعبين.

 

ومن ناحية أخرى يجد المدرب الرياضي او المدير الفني نفسه يعمل كرجل انقاذ للإدارات الموجودة على رأس الأندية الرياضية وانه صفقة رياضية واسم يراد به تعزيز تواجد وديمومة هذه الإدارات للأسف، ورغبة المدرب على ان يمارس مهنة التدريب وان تصبح له مصدر رزق او انتمائه لنادية قد تجعله يقبل بان يكون صفقة قابلة للربح او الخسارة فاذا تحقق الفوز تقاسم النجاح مع الإدارات التي تعتبر تعينه بمثابه فلسفة ناجحة وانهم هم من قاموا بهذا النجاح لانهم هم الذين تعاقدوا مع المدرب ويعتلون المنصات والشاشات ويصرحون بكل فخر بان صفقاتهم نجحت وانهم لديهم كل مقومات النجاح والاستمرار هذه اهم الرسائل التي تحاول أي إدارة نادي ايصالهم للراي العام والجماهير والجمعية العمومية .ويحاول المدرب ان يوصل رسالة على انه هو من صنع هذا النصر للفريق وان تجديد عقده امر ضروري للاستمرار بالانتصارات وانه هو كلمة السر مع تجاهل الجميع إدارة ولاعبين ومدربين صعوبة المرحلة القادمة واليات الاستمرار بالنجاح والتخطيط للمراحل المستقبلية بعناية فائقة.

 

اما إذا حقق الفريق أي هزيمة او لم يحقق الهدف المطلوب منه يصبح المدرب هو السبب في كل ذلك وباعتباره هو الحلقة الأضعف فان أي قرار للإدارة لإعادة ثقة الجمهور بها وإبراز دورها بانها لديها الحلول السريعة لاستدراك الموقف تقوم فورا وبدون دراسة القرار بصورة علمية بإقالة المدرب والبحث عن مدرب انقاذ جديد.

 

وتبقى الدائرة تدور على هذ الحال مدرب ضعيف يصدر نفسه على انه الاجدر بالقيادة وإدارة ضعيفة تحاول تثبيت نفسها بأسماء لامعه تعزز مكانتها وتعمل على بقائها.

 

 ويبقى المدرب الفلسطيني والعربي بين مطرقة العلم والمعرفة بكل جديد في علم التدريب وبين سندان الإدارات الرياضية التي لا تجيد التخطط ولا تشاركه في تحمل المسؤولية.

 

لذلك نضع بعض النصائح للمدربين والإدارات الرياضية للارتقاء بمفهوم التدريب الرياضي.

 

  • وضع خطة استراتيجية طويلة الأمد يكون تطوير المدرب جزء منها والعمل على تدريبية وصقلة دائما فهو كلاعب يحتاج للاطلاع والتدريب دائما.

 

  • تشكيل فريق متخصص في التدريب الرياضي من حملة المؤهلات العلمية او فريق استشاري لتقييم واختبار المدربين قبل واثناء وبعد الموسم الرياضي قبل الحكم واتخاذ القرارات في التعاقد او انهاء التعاقد مع الجهاز الفني ولا نترك الامر لأي اداري او عضو إدارة او لاعبين هم من يحدد ذلك.

 

  • يجب على المدرب ان لا تأخذه مشاعرة بقبول أي عرض غير منطقي لا ينسجم مع علم التدريب والإمكانات المتاحة وإلا ستتعثر قريبا.

 

 

  • طور نفسك دائما بالقراءة ولا تعتمد على ما تشاهده على you tubeفي تخطيط برنامجك التدريبي.

 

 

  • ضع هدف واضح وقابل للتحقيق بمشاركة الادارة ويمكن قياسه قبل التعاقد مع أي فريق ووثق ذلك خطيا وأشرك الإدارة معك في تحمل المسؤولية وقسم العمل ولا تتحمل كل شيء لوحدك فانت مدرب ولا تعمل غير ذلك.

 

  • اعمل ضمن فريق ولا تنفرد بالمهام لوحدك.

 

  • كن صاحب اخلاق عالية ولا تعمل لإفشال أي مدرب كان قبلك او جاء بعدك وتمنا الخير للجميع.

 

  •   أدوات القياس والاختبارات هي الموجة الرئيسي في عمليات التدريب المدرب الناجح من يمتلك وسائل قياس دقيقة (من يجيد القياس يجيد التدريب).

 

  • دون ملاحظاتك وتقاريرك الفنية وزود المشرفين بها باستمرار عن حالة الفريق.

 

  • كن واقعيا قدر الإمكان واعرف قدراتك ولا تحاول التدريب من اجل التدريب وبدون هدف واضح واختر تدريباتك التي تطور مهارات الفريق ولا تختار التدريبات الأكثر تسلية وبها لعب ولهوا.

 

  • لن ينجح أي مدرب لا يتعامل مع إدارة ومنظومة ناجحة لديها رؤيا واضحة واهداف محددة.

 

 

د. محمد إسماعيل عيد

دكتوراه التدريب الرياضي والتخطيط الاستراتيجي

آخر الأخبار