تفاصيل
اللاعب الغزي لقانون الانتقالات..'أعطني حريتي أطلق يديا'..!
- 2015-12-20
- 12:04:57
- طباعة
- رابط مختصر
غزة - خاص الأقصى الرياضي – إيهاب أبو دياب
"لا يحق لأي لاعب الانتقال من نادٍ إلى آخر ينافس بذات الدرجة خلال فترة الانتقالات الشتوية"، نص قانوني شاذ عالميا غير معمول به سوى في دوري كرة القدم لأندية قطاع غزة للهواة.
فرغم سريان العمل به منذ عامين فقط، إلا أنه أضحى كابوسا يؤرق المنظومة الكروية في الفترة الواقعة ما بين الدورين في كل موسم، وسط مطالبات بإلغائه أو تعديله.
قضية الموسم
يسار الصباحين المعار قبل موسمين من شباب رفح إلى اتحاد الشجاعية، والذي سطع نجمه مع الأخير عندما توّج معه بالثلاثية التاريخية "الدوري والكأس والسوبر" وحصد معه لقب هداف الممتازة برصيد 19 هدفا، يعّد من أكثر اللاعبين الذين أثير حولهم جدلا واسعا بسبب ذاك النص.
فمع نهاية موسم (2014-2015) طالب شباب رفح، نظيره الشجاعية، بنقض عقد الإعارة؛ لينضم اللاعب لصفوفه مع بداية دوري (2015-2016)، لكن الأخير أكد تمسكه بالصباحين حتى نهاية الفترة القانونية.
لكن الصباحين أوضح لـ"الأقصى الرياضي" أن إعارته تنتهي في السادس من شهر فبراير، أي في منتصف الدور الثاني، ما يعني أنه لن يلتحق بصفوف الزعيم الرفحي بعد انتهاء الفترة.
وقال : "أنا الآن محاط بين خيارين، أولهما إكمال ما تبقى من الموسم مع الشجاعية مقابل مبلغ مالي، أو عدم المشاركة مع أي فريق لحين انتهاء مسابقات العام الجاري".
عميرة للرياضي
ونموذجٌ آخر، هو أحمد عميرة مدافع الصداقة المنافس بالممتازة، الذي أجبره القانون على الانتقال لأهلي غزة متصدر الأولى، في صفقة تبادلية مقابل لاعب كرة طائرة.
وقال عميرة، إن غزة الرياضي طلبه رسميا من الصداقة للعب معه خلال مرحلة الإياب؛ كونه لم يشارك مع الأخير في أي لقاء خلال منافساته بالذهاب، لكنه فوجئ برفض اتحاد الكرة قيده بصفوف الأول.
وأضاف إنه لم يجد حلا لجلوسه على دكة البدلاء مع مصطفى نجم مدرب الصداقة طيلة لقاءات النصف الأول، سوى الالتحاق بصفوف أحد أندية الدرجة الأولى، مشيرا إلى أنه فضّل قبول عرض الأهلي.
نماذج عدة
ونماذجٌ كثيرة وقف هذا القانون الغير معمول به في أي دوري هاوٍ أو رسمي حول العالم باستثناء غزة، حيث رفض اتحاد الكرة قيد اللاعبين محمد السميري (شباب خانيونس) وأحمد أبو العطا (اتحاد الشجاعية) ضمن صفوف غزة الرياضي الذي تعاقد معهما خلال فترة الانتقالات الشتوية.
وأشار بيان لجنة شئون اللاعبين باتحاد الكرة إلى أن قرار الرفض جاء؛ نظرا لأن اسميهما سجلا في "السكورشيد" الخاص بأحد مباريات الدوري، علما أن اللاغبين لم يشاركا في أي ثانية خلال مرحلة الذهاب، وفقا للسجلات الموثقة لدى الأندية.
أما، اللاعبان إبراهيم العمور وأحمد الزعانين، فلم يكن التوفيق حليفا لهما خلال مشوارهما مع شباب رفح في الدور الأول، فقررا الرحيل.
وبسبب ذاك النص، اضطر اللاعبان للانضمام إلى صفوف التفاح أحد أندية الأولى؛ على اعتبار أنهما شاركا مع شباب رفح بمرحلة الذهاب.
رفض باكتساح وتقييد
وحظي القانون برفضٍ كاسح في استطلاع الرأي الذي أجراه مراسل "الأقصى الرياضي" عبر عينة عشوائية شملت 100 لاعبا من الدرجات الممتازة والأولى والثانية، و10 مدربين عاملين بدوري غزة.
وطالب جميع الرياضيين المعارضين لوجود القانون، بضرورة إلغاء مفعوله بدءا من الموسم المقبل؛ لأنه يمثل اجحافا كبيرا للاعبين خاصة النجوم منهم الذين قد يضطرون إلى ترك أنديتهم بالممتازة لخلافات معه، لكن في ذات الوقت يجدون في النزول إلى الدرجة الأولى أمرا ليس باليسير.
يشار إلى أن قانون اتحاد الكرة لا يتيح للأندية جلب أكثر من 5 لاعبين من الدرجات الأخرى خلال فترة الانتقالات الشتوية.
إلغاء بعد الدراسة
بدوره، صائب جندية عميد كرة القدم الفلسطينية، والمدير الفني لاتحاد الشجاعية حاليا، أكد تأييده لاتخاذ قرار يقضي بإلغاء العمل بالنص القانوني في أسرع وقت، داعيا إلى ضرورة دراسة القرار من جميع جوانبه قبل اعتماده بشكل رسمي.
وطالب جندية، الاتحاد، بتنظيم الروابط بين اللاعبين والأندية قبل إلغاء القانون؛ لضمان حق الطرفين، بالإضافة إلى دراسة العقود الجديدة التي ستبرم بينهما بدقة، مؤكدا وقوفه الدائم بجانب حرية انتقال اللاعبين بين جميع الفرق المنافسة.
وأوضح العميد أنه من حق اللاعب أن يقرر مصيره في الرحيل عن ناديه في حال لم يتأقلم معه؛ ليخوض تجربة أخرى بنفس الدرجة، متمنيا أن يجري النظر بهذه المعضلة في أقرب وقت.
أما حمادة شبير المدير الفني لخدمات الشاطئ، فقال :"على الاتحاد مراجعة ذاك البند، تمهيدا لإعادة صياغته؛ لأنه ظالم لكل اللاعبين"، مؤكدا حق اللاعبين في الانتقال لأي فريق آخر مهما كانت درجته بكل حرية.
كما أيده حسام النجار مدرب منتخب الناشئين، مقترحا إحاطة التعديل الجديد بضوابط، تتمثل في تحديد عدد معين من اللاعبين المسموح تسجيلهم من نفس الدرجة بين الدورين؛ لتفادي فساد جو المنافسة مع الحفاظ على الفوارق بين المنافسين على المقدمة، والطامعين بالهروب من القاع.
اللجنة توصي بالتعديل
من جهته، أكد فائق البسوس أمين سر لجنة شئون اللاعبين، أن لجنته عازمة على تقديم مقترح عقب نهاية الموسم للنظر في إعادة صياغة هذا النص؛ نظرا لكثرة الشكاوي التي ظهرت على الواجهة بسببه، وفقا له.
واعترف بمدى ظلم النص القانوني للغالبية العظمى من اللاعبين، مبينا رغبة اللجنة الملحة في تقديم المقترح؛ لتفادي جوانبه السلبية في المناسبات المقبلة، واضعا الكرة بملعب الاتحاد؛ كون القرار النهائي بيده، حسبما أفاد البسوس.
وأشار إلى أن ما يزيد عن 80 بالمائة من لاعبي أندية الدرجتين الممتازة والأولى مرتبطين بعقود احترافية مع أنديتهم، داعيا إلى التوجه للاحتراف؛ في حال سمحت ظروف الأندية.
وأوضح أن هذه الخطوة ستساهم في اتخاذ القرار؛ والاتجاه نحو الاحتراف، مؤكدا أن هذا النص لن يدُد طويلا.
ختاما.. هل سيشهد الموسم المقبل تغيير فعلي، على واجهة الانتقالات الروتينية، خاصة بعدما أكدت لجنة شئون اللاعبين عزمها على تقديم توصية لاتحاد الكرة بضرورة تعديل النص؛ لما خلق من إشكاليات عدة على الساحة الكروية .؟