https://alaqsasport.ps/web/images/logo.svg

زاوية حادة.. الحقيقة والسراب

تفاصيل

زاوية حادة.. الحقيقة والسراب


بقلم - حسام حرب

من خلال متابعتي للأخبار والتحليلات الرياضية في المواقع المحلية والعربية، لاحظت وبشكل مستمر استخدام مصطلح "الحلم" للتعبير عما يتحقق من قطر كدولة عربية مستضيفة لكأس العالم لأول مرة في التاريخ العربي، وكذلك تأهل المغرب كأول دولة عربية تصل المربع الذهبي، وبصراحة فإن الأمر أثار لدي حالة من الامتعاض وعدم الرضا من تكرار استخدام هذه الكلمات والتي أرى بأنها لا تناسب الحدث الذي نحن بصدد الحديث عنه، ولذلك فإن لدى العديد من التحفظات في هذا الأمر، حيث أن مصطلح الحلم هو لأمر ربما بعيد المنال أو ربما أمنية غير قابلة للتحقق على المدى القريب أو البعيد، ولذلك فإن أمرين هامين يجب أن يتم استخدامها في الفترة القادمة سواء في كأس العالم أو حتى بعد نهاية البطولة وهما: -

أولاً: استخدام مصطلح الحقيقة بدلاً من الحلم، فما وصلت إليه المغرب أصبح حقيقة واضحة وضوح الشمس ولا مجال للحديث عن أحلام بل عن طموحات كبيرة بتواجد المغرب في المباراة النهائية لأقوى بطولة كرة قدم على مستوى العالم، نعم حقيقة اعترف بها الجميع من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه بل وأبعد من ذلك حيث أصبح يُحسب للمنتخب العربي المغربي ألف حساب، كيف لا، وهو من أخرج كبار القارة الأوروبية وتفوق عليهم بدءً بمجموعة الموت التي كانت موتاً لهم، والوصول إلى مربع الذهب بعد فوزه على اسبانيا والبرتغال توالياً، وبعد كل ذلك نستخدم كلمة الحلم، إنها الحقيقة التي لا مجال للشك فيها.

استكمالاً لما سبق فإن الحقيقة المشرفة أيضاً بأن هذا هو مونديال العرب بامتياز من خلال استضافة دولة قطر لهذه النسخة الاستثنائية والنجاح منقطع النظير في تنظيم هذه الفعالية والتي أوصلت رسالة واضحة بأن الدول العربية قادرة ليس فقط على التنظيم بل التميز والابداع وأبعد من ذلك وهذا ليس بشهادة ذوي القربى، بل بإجماع العالم بأسره، فما شاهده العالم من تنظيم لا يترك شارده أو وارده إلا وتحدث عنها من الناحية الإدارية والتنظيمية والتاريخية والاستراتيجية والثقافية والدينية، ووصل الأمر إلى النواحي الفنية داخل المستطيل الأخضر.

والحقيقة الثابتة أيضاً والتي كانت الطعنه القاتلة لأصحاب التطبيع، حيث قالت الشعوب كلمتها لا للتطبيع، فلسطين حرة عربية، فمن أدنى بقاع الأرض جاء الثائرون لحضور كأس العالم وكانت معهم رسالة واضحة بأن الأرض فلسطينية ولن يكون وجود لهذه الأرض إلا للفلسطيني صاحب الأرض، عبثاً تحاولوا فما ثناء لثائر، هي رسالة الشعوب العربية وأحرار العالم في كأس العالم ليتوج المنتخب الفلسطيني بطلاً لهذه النسخة في أرض دولة قطر الحبيبة.

ثانياً: السراب، وهو المصطلح الأفضل لمن تحدث قبل انطلاق البطولة عن مدى إمكانية دولة عربية بحجم قطر من تنظيم فعالية بهذا الحدث، بل وتجاوز الأمر بالتشكيك بنجاح هذه البطولة، وبث الإعلام الغربي العديد من المواد الإعلامية المضللة من خلال الوسائل الإعلامية وكذلك من خلال بعض اللاعبين الذين انتقدوا استضافة قطر لهذا الحدث، ولكن أضحى ذلك سراباً بشهادة الإعلام الغربي نفسه الذي حضر إلى قطر وشاهد ما لم يكن بالحسبان قياساً على البطولات السابقة لبطولات كاس العالم، وكذلك الشهادات الحية من قبل المشجعين الذين أبدوا ارتياحاً من الثقافة العربية والحضارة التاريخية لدولة قطر والأمة العربية .... فشكراً قطر.

وكذلك فإن السراب لمن حاولوا طوال السنوات السابقة من التطبيع مع الاحتلال حتى باءت جميع محاولتهم بالفشل، فالكلمة العليا كانت للعلم الفلسطيني ولا وجود لدولة اسمها إسرائيل فانتصر العالم لأشرف وأقدس قضية على وجه الأرض حتى أصبح العلم الفلسطيني هو أيقونة هذه البطولة، وأصبح السراب هو التطبيع ومن حاول خلال سنوات أن يروجوا له ... خسئتم وخاب ممشاكم.

حقاً إنه مونديال العرب، من المحيط إلى الخليج، وهي المصادفة الرائعة حيث تجمع العرب في أرض العروبة في أرض الخليج العربي فقطر فتحت أذرعها لكل العرب، والمغرب جاءت من المحيط ليجتمع العالم العربي من محيطه إلى خليجه رافعين شعار الوحدة العربية والتي تجلت في أجمل صورها في المدرجات وخارج الملاعب وكافة الميادين العربية وكافة بقاع الأرض.

فالحلم العربي أصبح حقيقة بقطر العز والفخار، وبمغرب المجد والعروبة، والسراب إلى زوال ومن سانده سيمسحه التاريخ .... عاشت فلسطين حرة عربية وعاشت الوحدة العربية .... شكراً قطر


وللحديث بقية طالما في العمر بقية

آخر الأخبار