وفقاً لشاعر الهند الكبير طاغور، سأل الممكن المستحيل: أين تقيم فأجابه: في أحلام العاجز؟

تأسيساً على ذلك، فإن "اسود الأطلس" نبذوا المستحيل من قواميسهم، ومضوا في طريقهم المونديالي، الوعر والصعب، خصوصاً في دوري المجموعات، الذي ضم إلى جانبهم كرواتيا، التي تأهلت للمربع الذهبي بإقصائها المنتخب البرازيلي، الذي كان مرشحاً قوياً لانتزاع الذهب، وبلجيكا ثالثة العالم وفقا للتصنيف الصادر عن "الفيفا"، وكندا المتطورة، وقد اطلق على المجموعة السادسة مجموعة الموت، وكان التوصيف دقيقاً بدليل أن منتخبي المغرب وكرواتيا تأهلا للمربع الذهبي، وستلعب الأولى مع فرنسا، الأربعاء، في حين تواجه كرواتيا الأرجنتين يوم غد.

بلوغ "أسود الأطلس" المربع الذهبي بث البهجة والسعادة والحبور في نفوس الشعوب العربية، مجتمعة، في إشارة واضحة إلى أنها على قلب رجل واحد، وأنها موحدة، وستظل متمسكة بهذا الموروث رغم التباين والاختلاف بين بعض الأنظمة.

بالأمس، عمّت مظاهر الفرح والابتهاج أرجاء الوطن الفلسطيني، تعانقت الأعلام الفلسطينية والمغربية، الحاضرة بزخم وكثافة، في مشهد احتفالي أشبه بالهستيري.

واكبت الاحتفالات أثناء مروري من وسط مدينة رام الله، كانت الشوارع مكتظة بالمركبات التي أطلقت العنان لأصوات أبواقها.

رام الله ليست استثناءً بل واحدة من مدن وبلدات وقرى ومخيمات الوطن التي احتفلت بالإنجاز المغربي الرفيع ببلوغ نصف نهائي كأس العالم اثر الفوز المستحق على البرتغال بهدف إعجازي كان بطله الهُمام يوسف النصيري، الذي حلّق كما النسر على ارتفاع شاهق بلغ 2.78 متر، وانقضّ على فريسته بكرة رأسية عصفت بالمرمى البرتغالي، الذي تأوه على وقعها معلنة انتصاراً عظيم الدلالة والشأن والقيمة.
انتصارات المغرب في المونديال مؤشر حقيقي على أن العرب قادرون على اجتراح المعجزات في كافة الحقول شريطة إفساح المجال أمام المواهب وأصحاب العقول والكفاءات كي تشق طريقها بعيدا عن المنغصات الكيدية وما شاكلها.