لم يكد يمضي سوى أسبوعين، فقط، على انطلاق منافسات دوري المحترفين حتى فوجئنا بأن اتحاد الكرة يُسارع الى ضغط اللقاءات، من خلال الزج بمنافسات كأس الشهيد الخالد ياسر عرفات لتكون حاضرة وسط الأسبوع.

لا أدري مَنْ الذي يُقرر هذا النهج، غير المدروس قطعاً، هل هي لجنة المسابقات، وهي كذلك؟ وما هو موقف اللجنة الفنية في الاتحاد؟ وهل لفتت الانتباه الى أن تدبيراً من هذا القبيل إنما يُضر باللعبة واللاعبين، بحيث ينال منهم التعب والإرهاق في ظل منافسات الدوري والتدريبات التحضيرية؟

كان بالإمكان إرجاء إطلاق ما تبقى من لقاءات في بطولة كأس الخالد أبو عمار مع حلول الأسبوع السادس او حتى السابع، ففي هذين الأسبوعين يكون منسوب اللياقة البدنية قد بلغ الذروة فنضمن، بذلك، مستوى تنافسياً جيداً، فضلاً عن أننا سوف ننأى باللاعبين عن الإصابات وانعكاساتها الضارة الناتجة إما عن الإرهاق والتعب بسبب ضغط اللقاءات، وإما بفعل أرضيات الملاعب المعشبة، صناعياً، وتحتاج الى صيانة دورية والى تغيير أرضياتها، خصوصاً في ظل إنتاج أجيال جديدة من العشب الصناعي ذات المرونة العالية، التي لا تقل شأناً ولا فاعلية عن العشب الطبيعي، علماً ان العشب الطبيعي أرخص بكثير من الصناعي، ثم انه صحي بعكس العشب الصناعي المغروس في حبيبات المطاط والتي تتضاعف درجات حرارتها طوال فصل الصيف، ما ينعكس بالسلب على صحة اللاعبين.

من الأهمية بمكان أن تدرك لجنة المسابقات أن الهدف من إطلاق المنافسات الرسمية، بكافة ألوانها، وفي مقدمتها مسابقة الدوري يكمن في تطوير واقع الكرة واكتشاف مواهب جديدة وصقلها، وليس إنهاء المسابقات على جناح السرعة، أي على طريقة المقاولات التجارية.